بين أركان الهدوء وتراتيل ألحان الطيور
أتنفسك عطراً يذوب في عُمق الروح ويتغلغل
في الصميم..
بين إغفاءة السكون أراك نوراً يخطف البصر
إلى عالم بعيد يتوه بي إلى حيث لاتدري الروح..
بين دفء الشعور وحرارة الأشواق أتلمسك
ورداً مخملي أنعم في دفئه..
بين كومة آلامي أجدك بلسمي الشافي ..
بين زفرة آهاتي أراك منبعي الصافي فلما لا وأنت
للروح سقاء بعد عناء..
/
\
أتربع على عرش وحدتي ويتوجني الصمت أميرة للهدوء الذي
يحيطني لاشيء سوى أنفاس وعقارب ساعة بجواري أتأمل محيطها
فلا شيء تغير حتى وإن اختلفت الرموز
/
\
هناك خلـف نافذة الغرفة ألمح ظلام الليل ونور الصباح
شقشقة عصافير وضوء شمس
بريق نجوم ونور بدر ورغم هذا لاشيء تغير
/
\
أتكئ على كرسي بجوار مكتبتي الصغيرة
أرى أمامي بعضاً من الأوراق المبعثرة
قلمي الرصاص الذي طالما ماأبدع برسومات رمادية اللون
وكأنه يعاهدني على أجواء كئيبة
رغم الجمال الذي يسكن تلك الرسومات إلا
أن الحزن ينساب من زواياها
و
كوب الشاي والذي لاطعم له عندي
حتى وإن زدت قطع السكر
فيه مللت إرتشافه ويكفي فلن أرتشفه مرة أخرى
لم تتغير مرارته هو الآخر
/
\
أسند رأسي للخلف أزفر زفرات
تتأجج بداخلي كالنار
تعاودني تلك الزفرات المؤلمة..
فلما لا فبداخلي بركان يكاد أن ينفجر
أعاود برأسي للأمام و أسنده يداي على مكتبتي
فلست قادرة على الحراك
فشيء ما بداخلي أنهكني وأتعبني
اتكأ عليها أغمض عيناي وأسافر بعيداً حيث هو فقط
أرى تلك الشواطئ وهو يقف عليها
وتلك الرمال وهو يخط عليها
شيء من المكنون فلم تكن سوى إيحاءات
بما يجول بدواخله
فلعله لايريد الاعتراف لشيء ما في نفسه
/
\
في تلك الإغفاءة لمحت ملامح كم تمنيت رؤيتها
شموخ لايضاهيه شموخ
وسمو يرتقي لهامات السحاب
نظرة مليئة بهيبة الكبار وبراءة الصغار
محيا يشرق منه كل إشراقة شمس
تتوهجها بسمة رقيقة تحمل للطهر عنوان
/
\
تقدمت بخطاي نحوه علني اتلمسه لأتيقن بأنني لست في حلم
وأنني على أرض الواقع
المكان شموع موقده وأجواء هادئة وعطرة
ورود منثورة في كل مكان
ولكن
يا إلهي لقد تلاشى من أمامي وكأنه غيمة في سماء
وفجأة لم أرها
زخة علينا بمطر أفرح الأرض العطشى وأنعش كل كائن حي
يتلذذ بتلك القطرة منها
هو كذلك نعم في إغفاءتي تلك رسم على محياي الابتسامة
كيف لا وأنا أراه حينـها
ولكن لكل شيء نهاية
فقد تيقنت أنني في حلم أتمناه ينسكب على أرض الواقع
فمتى ..؟
/
\
أتعلم لماذا يحصل كل هذا لأن الروح بكـ معلقه
والقلب إليكـ ينبض
والأنفاس بكـ تهدأ وترتاح من زفير يؤلمها
شوقا إليكـ يتوقد وحنينا إليكـ يتأجج
ولهفة إليكـ تشتعل
فالمشاعر والأحاسيس إليكـ تتهادى
هنا لا أملك أنا نفسي أمام هذه الكومة من المشاعر والأحاسيس
/
\
فإليكـ صدقاً كألماس لايغير أصالته زيف
ووفاءً يتوجه الإخلاص عقداً من لؤلؤ آخاااذ
وهمسٌ عذب بحلو لفظ وجميل معنى
و احترام يفوق كل آفاق العالم
/
\
لأجلكـ أنا سأكون كما أنت تريد
أنـثاك وزهرة ياسمينك وعطر أنفاسك
وجورية روحك
/
\
أحبك ملكتني السعادة وغمرتني الفرحة
وتوشحتني البهجة حين رسمت تلك الحروف إليكـ
لا أخفيك خوفي وقلق اعتراني
عندما قررت الإعتراف
/
\
أتعلم فقد أنهكني الصمت حين طال
وساعات الإنتظار كم اني مللتها
كل ِ هذا لأني أحبك
لم أعد للكتمان أقوى ولا لسرأخفي فكلي أمامك كنت أوراق مكشوفة
البوح مني انساب إليكـ فأعذرني
ولا تلم قلباً بحبك نبض اتركني أتنفسك كما أشاء
لاتجعلني كعصفورة خلف قفص تنتظر
إطلاق سراحها لتحلق في الكون الواسع بلا قيود
/
\
أتعلم حتى وإن طال الصمت بيننا سأرتدي رداء الصبر طويلاً
لأنني أعيشك حباً لن يكون له نهاية
حتى وإن غيبتنا الأيام وأبعدتنا الأقدار وحكمتنا الظروف
سأبقى أحبك للأبد